روايات رومانسيهرواية بعشقك طامعة

رواية بعشقك طامعه الفصل الثالث

بعد عوده غالب ويحيي استدعي غالب غيث ليأخذه الي المصنع ليثبت وجوده امام ضياء…دخل مكتب ضياء واجلس غيث علي مكتب ضياء الوثير

دلفا كلا من ضياء وشادي الي المكتب تفاجأ بوجودهم …نظر اليهم ضياء نظرة متوجسه وقال

=هو انا غلط في مكتبي …ولا ايه …اهلا يا حاج غالب.

زفر الحاج غالب بحنق وقال

=جرى ايه يا ضياء …انت ناسي ان المصانع دي كلها ملكي …وادخل المكتب اللي انا عايزة واقعد عليه الشخص اللي انا عايزه برضه.

تحدث ضياء بسرعه خشيه من ان الحاج غالب يغضب عليه فقال

=وانا بقول مكتبي نور كده ليه …نورت يا حاج غالب مصنعك …نورت يا غيث باشا.

رد الحاج غالب بجمود

=غيث هينزل المصنع بعد كده …وانت اللي هتساعده يا ضياء …لغايه ما يعمل توكيل لغيره يدير اعماله.

جحظت اعين شادي وفرج شفتيه قائلا

=توكيل …ولمين التوكيل ده …ولزمته ايه اساسا ما احنا موجودين .

طأطأ الحاج غالب رأسه بأريحيه قائلا

=احنا حنا مين …انا خلاص هقسمها …انت واختك ووالدتك ليكو نصيب وبنات غصون ليهم نصيب وغيث له النصيب الاكبر.

همس ضياء بخيبه أمل قائلا

=بقي الاهبل له النصيب الاكبر …منك لله يا ضحي …لو كنتي رضيتي نتجوز كان زمانى مسيطر علي ده كله.

نظر له الحاج غالب نظرة متفحصه وقال

=بتقول ايه يا ضياء …ماسمعتش معلش …الكبر بقا.

توتر ضياء وقال

=القول قولك يا حاج …دي ثروتك …وانت الوحيد اللي توزعها بمعرفتك.

شادي بغل وحقد

=ايه اللي انت بتقوله ده يا بابا …ازاي يا جدي هتسلم النصيب الاكبر لغيث …وكلنا عارفين حالته كويس.

ابتسم الحاج غالب بسخريه وقال

=حالته هتتحسن وقريب كمان …ده غير اني قلت …انه هيعمل توكيل لشخص معين لادارة اعماله لحين تحسن حالته.

جحظت اعين ضياء قائلا

=ايه شخص معين …مين الشخص ده …اكيد يحيي طبعا.

هنا دلف يحيي من الباب واستمع الي حديث ضياء فرد بعصبيه قائلا

=وايه كمان يا بحر الذكاء …يا ترعه المفهوميه …ريح نفسك مش انا الشخص ده لاني رفضت ومن زمان كمان .

نهض الحاج غالب من مكانه قائلا

=كل واحد فيكو هياخد حقه ونصيبه …سواء بالمكسب او الخسارة …وانا بس اللي احدد.

غلي الدم في رأس شادي قائلا

=انا بقا مش عايز حاجه …مكسب ايه وخسارة ايه …ايه الالغاز دي يا جدي.

انحني الحاج غالب علي غيث يربت علي ظهره بحنان قائلا

=انا بحاول اعوض غيث عن سنين الحرمان …كتير عليه يا شادي …حط نفسك مكانه وجرب.

زفر شادي وهز رأسه بيأس قائلا

=ماشي يا جدو …اللي تشوفوه …بس خليك فاكر ان انا وأبويا شيلنا المصانع دي علي اكتافنا سبع سنين.

انتبه الجميع علي صوت غيث وهو يزفر حانقا وينهض ويتوجه الي يحيي قائلا

=اناااا عاااايز اااروححح…اننااا تتتعبتتت..كلللله مشاااكل.

يحيي بصوت حنون

=لا يا غيث …حمزة قالك ايه امبارح …لازم تواجه كل المشاكل علشان ترجع زى زمان.

زفر غيث بحنق وقال

=بعععدين …لماااا اخففف…اوواجهههم كلللهم.

سألهم شادي قائلا

=تواجه مين …وتواجههم بايه …ايه الالغاز دي.

تحدث يحيي بجمود قائلا

=انا عارف ان الالغاز صعبه عليك يا شادي …بس حلها كلها عند شخص قريب منك …حاول تسأله وتتقبل المواجهه.

جحظت عيون ضياء من الصدمه فيحيي علي وشك فضحه امام ابنه فقال

=مين اللي يسأله …الظاهر يا يحيي ان من كتر عشرتك لابنك ولغيث بقيت زيهم.

ابتسم يحيي وهز رأسه يمينا ويسارا بلا مبالاه وقال

=صح يا ضياء …عقبال عندك لما وديعه تعديك انت كمان …من الاخر ده مجال لوز اللوز.

شادي بصوت اقرب بالهمس

=اما انت راجل سمج انت وابنك …الله يسامحك يا جدي …كنا عملنالك ايه علشان ترجعهم تاني.

طرق الحاج غالب بيده علي سطح المكتب قائلا

=قولي بقا يا ضياء …هتقدر تساعد غيث في الاول …ولا أخلي يحيي هو اللي يساعده.

ضياء بخوف لتذكره التلاعب اللذي يقوم به في المصانع وخشيه ان يحيي يكشفه سريعا رد بسرعه قائلا

=القول قولك يا حاج …حاضر هساعد غيث ده زى ابني برضه …انا حتي مش هتعبه خالص هو هيمضي بس علي شويه قرارات تخص الشغل.

ابتسم الحاج غالب بسخريه وقال

=كده هنحتاج لحد يراجعله الورق قبل الامضاء …يا ترى مين اللي استأمنه علي كده …بعيد عن يحيي طبعا.

لمعت بعيون ضياء الفكرة وقال

=ايه رأيك في شادي …اهو حفيدك برضه …مع اني زعلان ان حضرتك مش مأمني.

اغتاظ شادي من اقتراح والده وقال

=وانا مش موافق …انا مالي بيه …يجيب امه ولا اي حد يخليه يمضي.

خبط الحاج علي سطح المكتب مرة أخرى قائلا

=امه هتتصرف بعاطفيه …وانا اساسا يا شادي مكنتش موافق عليك …انت من ساعه ما جه غيث وانت محسسني انه غريمك مش ابن خالك.

تأججت النيران في صدر شادي وقال

=غريمي انا …ليه ان شاء الله …هو أخد مثلا مراتي ولا خطيبتي وانا مش عارف.

اخفض الحاج غالب رأسه علي سطح المكتب وقال

=انا غلطان …وبدفع تمن غلطه سبع سنين …وفي النهايه احفادي ما بيحبوش بعض.

ركض ايه شادي قائلا

=انا بحب بنات عمي وحضرتك عارف …بس الحكايه وجود غيث لخبط الدنيا …بس مستعد اتقبله علشانك.

زفر الحاج غاب بحنق وقال لغيث

=تعال يا غيث اقعد …وقولنا انت نفسك في مين يبقي معاك في الشغل …واحنا كلنا موافقين.

قال غيث بكلمات بطيئه

=قمررررر الزززماااان.

لينفجر ما بشادي قائلا

=بتقول مين يا أخويا

ليوقفه الجد بحزم قائلا

=خلاص يا شادي …انا وعدت غيث اننا موافقين علي الاسم اللي هيقوله…وانا مش هغصب عليه حد …انتهي

ليقيض شادي علي يديه من الغيظ وينظر اليهم بشر ويخرج من غرفه المكتب صافعا الباب خلفه.

في بيت الحاج غالب

كانت قمر تجلس منهكه من التفكير فمنذ ان جاء غيث ووالدته وكلام والدته وتلميحها عن حادث والدها وهي أمامها علامات استفهام كثيرة …ايضا بدأت تفكر في الوضع الجديده والمهمه التي اسندت اليها وهي مراجعه الاوراق قبل توقيع غيث عليها …افاقت من شرودها علي صوت وديعه وهي تمرح وتقول

=قمر الزمان سرحانه في ايه …ليكون في الواد شادي …مع انه مايستاهلش.

ابتسمت قمر ابتسامه خفيفه وقالت

=لا مش سرحانه في شادي …وبعدين مايستاهلش ليه …مش ده أخوكي برضه.

انتبهت وديعه انها تحدثت علي اخوها فهي تخاف منه كثيرا فأسرعت قائله

=اخويا وتاج رأسي كمان …اوعي يا قمرى تقوليله …ده صعب اوى الله يكون في عونك.

لتجد الباب ينفتح فجأه علي مصرعيه لتنتفض صارخه وتقع علي الارض مثل اي حقيبه لانها كانت متوقعه شادي ولكنها زفرت بارتياح عندما وجدته غيث وحمزة

ركض اليها حمزة لكي ينهضها من علي الارض قائلا

=طب ينفع كده …بس الجمال والرقه دول كلهم …للدرجه دي ماقدرتيش تقاومي جمالي فوقعتي علي الارض.

ابتسمت وديعه وارادت كتم ضحكاتها ولكنها لم تقدر فانفجرت من الضحك قائله

=جمال مين يا عم …انا بالنسبه ليك حته عيله صغيرة …الله يسهلك يا عمي.

توجه غيث الي قمر ونظر الي عيونها الساحرة قائلا

=قمرررر…اناااا اختااارتك تكووونيي معااايااا فيي الشررركه….انااا فرررحان اووى.

اشاحت قمر بوجهها الي المكان الاخر قائله

=انا كمان فرحانه يا غيث …شكرا علي اختيارك ليا …وربنا يقدرني واساعدك.

كادت همس ان تدلف اليهم ولكنها سمعت باختيار غيث لقمر في الشركه ففرحت كثيرا ولكنها خشت من امهم فهمست في نفسها قائله

=وربنا امي هتولع الدنيا …ياريتها ما تعرف …خلي الدنيا تمشي بقا وقمر تبقي لغيث وانا ابقي لشادي.

اشار حمزة بعيونه لغيث فهو يفهمه من عيونها فقال غيث

=ماااشي ياااقمررر…هتييجي معاااياا المصننع بكرره …ولااا امتيي.

ردت عليه قمر بحنان قائله

=انا هتابع الشغل من البيت يا غيث …ملوش لزمه اجي الشركه …هات الورق معاك وانا هارجعهولك.

وديعه ببلاهه متناسيه امر اخوها قالت

=ومتروحيش المصنع ليه …دي فرصه بالنسبه ليكي …بدل السهر مع شادي.

ليتوقف الكلام في حلقها واخذت تسعل بطريقه غريبه حتي دخلت همس تفاجئهم بكلامها قائله

=انا هقولك قمر مش عايزة تروح المصنع ليه …علشان مامي وشادي مايزعلوش …مع اني لو مكانها هروح.

نظر لها غيث فهو سمع جيدا لامر شادي فقال لها

=قمررر…بلاااش مااامتك تزعلل…بس شااادي مااااله.

اندهشت قمر من فهمه للموقف فقالت

=شادي بيخاف عليا حبتين يا غيث…وانا مبرضاش ازعله …وبعدين انت ليه ركزت اوى مع شادي.

وجدت قمر حمزة يتحدث بالنيابه عن غيث قائلا

=شادي يا قمر مش مغيب تماما …لا ده بيركز في الامور الحلوة اوى والوحشه اوى …وبعدين استجابته للعلاج سريعه جدا.

هزت قمر راسها بتفهم قائله

=معلش يا حمزة اعذرني في امور الطب النفسي ده …انا مبفهمش فيها …انا تخصصي هندسي.

نظر حمزة الي وديعه قائلا

=بالنسبه بقا للناس اللي تخصصهم مجانين زيى…مش ناوين يحنوا علي الغلبان …ويجوا يشتغلوا معاه.

ذهبت وديعه لتجلس بجوار غيث مما اثار غيرة حمزة وقالت له بمرح

=طب غيث واختار قمر مساعده واكيد المرتب عالي …انت بقي هتدفعلي كام …وخلي بالك انا تمني كبير اوى.

ابتسم حمزة وبلهجه مرحه قال

=ادفعلك عمرى يا عمرى …حب واحسايس …ايه رأيك صحيتي المطرب اللي فيا اهو.

اصيبت وديعه بالاحراج الشديد منه ووجهت انظارها الي قمر قائله

=قمر …هو شادي هيجي امتي …انا عايزة اروح.

نظرت لها قمر ببلاهه قائله

=وبتسأليني انا ليه …هو انا مديرة اعماله …وبعدين ما تتصلي بيه مش ده اخوكي برضه.

ذهبت همس الي قمر قائله لها في اذنها

=امك لو علمت باللي حصل ده هتفرتكك…ولا سي شادي …بصراحه المفروض ماتسكتيش ليهم.

هزت قمر رأسها يمينا ويسارا بضيق وقالت

=حاضر يا همس …هاتصرف انا …اهم حاجه تسكتي مش كل حاجه تحكيها قدام غيث.

نهض غيث من مقعده وذهب الي قمر قائلا بحنان

=انااا عااايز العععب معاااكي زىى زمااان …فاااكرة ياااقمررر …ولااانسيييتييي.

اغمضت قمر عيونها وفتحتهم ثلاث مرات علي التوالي قائله

=وانت فاكر يا غيث …معقوله مانسيت …بس احنا كبرنا علي اللعب بتاع زمان يا غيث.

جلس حمزة وقال

=انا طبعا عارف انك مستغربه هو ازاي فاكر …بصي يا قمر غيث شخص طبيعي جدا زينا …كل ما في الامر ان الصدمه عملت له اهتزاز بسيط او نقدر نقول خلل لانه قعد فترة طويله مابيوصل الدم لمخه.

همس بجمود

=قمر هو انتي ليه كل اما غيث بيعمل حاجه بتستغربيها …زى ما يكون مستكتراها عليه …ولا خايفه علي مشاعر شادي لما يعرف انك بتعاملي غيث كويس.

اندهشت قمر من مواجهه همس لها بالحقيقه فردت قائله

=لا طبعا …انا بس بحاول افهم طبيعته …علشان اقدر اتعامل معاه.

احست همس انها واجههت اختها كثيرا فحزنت وقالت

=قمر انا ماقصدش …انا بس صعبان عليا غيث مش اكتر …فياريت كلنا نساعده.

هزت قمر رأسها بتفهم وقالت

=ماتخافيش يا همس …انا مش وحشه اوى …وان كان علي شادي فانا اقدر اظبط امورى معاه كويس.

ابتسمت همس ووجههت انظارها الي غيث قائلا

=الا قولي يا غيث …شادي عمل ايه …لما انت اختارت قمر الزمان…

نهض غيث وذهب الي قمر قائلا

=ليييه مرضاااش ياااقمررر…هوااا ماااله …انااا حررر.

اغتاظت قمر من رده فعل شادي فهي تعلم جيدا بعصبيته وتكبيره للامور ولكنها حاولت اخفاء غيظها قائله

=هو زعلك في حاجه يا غيث …قولي وانا اجبلك حقك منه …بس انت متزعلش.

نظر غيث في عين قمر وقال

=قمرررر…اناااا مش زعلللان…هووا مش مهههم.

اشاحت قمر بوجهها في الاتجاه الاخر بسبب حيرتها من امرها وقالت

=انا هنزل معاك بكره المصنع …وهساعدك …بس توعدني يا غيث ماتعملش مشاكل مع شادي.

لطمت همس علي وجهها وقالت

=طب وماما …هتعملي معاها ايه يا قمر …دي مش بعيد تحبسك.

خبطت قمر يدها علي رأسها قائله

=صح عندك حق …مفيش غير حل واحد …جدي هو الوحيد اللي يقدر يسيطر عليها.

اتسعت حدقه اعين وديعه وقالت

=انا بقا خرجوني من القعده دي …اقسم بالله ده شادي ممكن يحبسني انا …ارجوكم.

شحب وجه حمزة وقال

=ولا يقدر …ليه هي سايبه …انتي بتخافي منه كده ليه.

ثم خرج حمزة مسرعا يتأكله الغيظ من ذكر اسم شادي وانتهزت همس الفرصه لتخلي الساحه بين قمر وغيث قائله لوديعه

=عجبك كده …اديكي زعلت الدكتور …قومي نروح نصالحه

واخذتها من يدها لتخرج لتترك المجال بين غيث وقمر.

سرح غيث في ملامح قمر وقال

=قمررر …انتييي بتحبيييي شااادي…وهتتجوزىىه.

اندهشت قمر منه وتلجمت اجابتها وتلعثمت وقالت

=لا …انا مبحبوش …ومش هجوزه

ويالها من اجابه اجابتها قمر وهي مغيبه جعلت من غيث مفتونا بها اكثر واكثر.

غيث بتساؤل

=طببببب …لييييه همسسسس بتتتتكلللم علييييه كتتتتيررر…أأأنااا حااااسسس ان همسسسس بتتتحبه…سييييبي شااااديي لهمسسسسس …وخدييييني أأأناااا مكككااانه.

شهقت قمر من الصدمه ووضعت يده علي فمها قائله

=ايه اللي انت بتقوله ده يا غيث…همس لو بتحب شادي هتقولي…وبعدين شادي مش خطيبي علشان أسيبه ليها…هو حر لو بيحبها هيخطبها أكيد.

نكث غيث راسه وقال

=هووووو رييييخم…عاااايزك انتيييي…بسسس هوووو مششش بيحبكككك…وعاااارف انننيييي بحببببك…وعاااايز يفرررق بينا.

جحظت قمر بأعينها مما قاله وردت عليها قائله

=اي اتنين يا غيث لو بيحبوا بعض صدقني…عمر ما حد يقدر يفرق بينهم…الا الموت…وأنا متأكده انه مش بيحبني…بس يمكن هو اتعود عليا زى ما أنا اتعودت عليه.

شد غيث علي شعره واحمرت عيناه وكست بلون الدم وقال بغضب

=لاااا…جددددي السبببب….خلاااكي تتعودددي عليهوتننننسييييني….ااانااا زماااان بعدددنييي عنننك…انأأأ دلللوقتيييي قررريب…انسيييي شااادي علشااان خاااطرى

نهضت قمر بفزع لتهدئه وأخذته بين أحضانها تربت علي ظهره بحنان قائله

=اهدي يا غيث…محدش بيقدر ينسي حد اتعود عليه…مثلا أنا عمرى ما نسيتك…انت صديق طفولتي…وبعدين بلاش نحاسب جدي علي حاجه انتهت من زمان.

خرج غيث من أحضانها ورفع يده ليضعها علي وجهها قائلا بارتعاش

=لاااا قمرررر …انأأأأأ مششش صدييييييق طفوووولتتتك…أنا حبيييييبك…اوعديييني…ترجعييي تحبيييني تااااني…علشااان أخففف…حمزززة قااالي كدددده.

أغمضت قمر عينها بحزن وفتحتهم لتجده ينتظر منها كلمه وعد ولكنها تركت في حيرة من أمره وركضت الي غرفتها لتعاود التفكير من جديد.

في منزل ضياء القديم كان يجلس جلسه ليليه مع ابنه شادي الذي كان منفجرا من الغيظ منذ لحظه اعطاء الامر لقمر بمساعده غيث وكان مندهشا من رده فعل والده تجاه هذا الامر فنظر له باستفهام قائلا

=انا عايز اعرف …انت مش مضايق من نزول قمر المصنع ومراجعتها ليك في شغل غيث …ولا انت بتفكر في ايه بالظبط؟

لمعت اعين ضياء بالشر وقال

=كان ليا اب زمان …اينعم اختفي و انا عندي سبع سنين …بس اتعلمت منه ان اكسب عدوى علشان اعرف اخسره اللي وراه واللي قدامه.

وضع شادي يده علي رأسه التي تكاد ان تنفجر قائلا

=لا مش فاهم الصراحه …عدوك مين بقا اللي عايز تكسبه …وقمر ايه دخلها في الحوارات دي.

نهض ضياء من مقعده وقال

=واذا قلتلك ان قمر هي الطرف اللي هيكسبنا في الموضوع ده …هتعمل ايه …هتعاند برضه ومش هترضي تخليها تنزل المصنع.

نظر له شادي باشمئزاز قائلا

=انت عايزني ادخل واحده في يوم من الايام هتشيل اسمي في وسط الاعيب دي …يعني انت ترضي تعمل في امي كده …ده انت باعد امي بعد تام عن المواضيع دي.

هز ضياء رأسه باستنكار وقال

=اتمنيت كتير ان امك تشاركني اعمالي …وتشور عليا بالصح والغلط…بس شوفت بعينك مكبرة دماغها ومحسساني اننا عايشين في الاخرة.

شادي بغيظ

=ما تتكلمش عليها كده …ياريت الستات كلهم زى امي …ولا انت عاجبك مرات خالي غصون واللي بتعمله.

انفعل ضياء عند ذكر سيرة غصون وقال

=مالها غصون ست قويه …تعرف دي لو كان لها ولد …كان زمانه عرف يسيطر علي العيله دي كلها مش زيك…بس هقول ايه منها لله.

هتف شادي بغلظه قائلا

=شوف ازاي …ابويا اللي ديما يقولي علي غصون منحله …دلوقتي بيدافع عنها .

ضياء بقوة

=لولا انك ابني كنت مديت ايدي عليك…مالك يا شادي …ايه اللي مغيرك اوى كده.

شادي بحنق

=قمر يا بابا…كل اما اكلمها في موضوع الجواز تأجل…لحد ما انا حاسس ان جدي هيجوزها غيث الاهبل.

تشنجت عضلات فك ضياء قائلا

=والاحساس ده جالك من ايه…جدك اتكلم بوضوح مثلا…ولا كلها تلميحات وخلاص.

شادي بخيبه أمل

=تلميحات …بس حتي الواد نفسه شوفته بعيني بيغازلها …الواد مفكر نفسه طبيعي زينا.

جحظت عيون ضياء وقال

=بتقول ايه …بيغازلها…اللي هو ازاي يعني.

ارتفع صوت شادي عاليا وقال

=انت عايزني اوصفلك يعني …ما كفايه حرقه الدم اللي كنت فيها ساعتها…وهي ولا اندهاش زى ما تكون مبسوطه.

وضع ضياء يده علي ذقنه قائلا

=الله الله الله…البت كده ونصيبها هيروحوا من ايدينا …وانا اللي كنت بفكر اجيب ابن اخويا للبت همس علشان استولي علي كله.

شادي بغيظ

=ايه بتقول ايه…ابن اخوك مين اللي تجيبه لهمس…مفضلش غير الواد الصايع ده اللي يتجوز همس كمان.

نظر له ضياء باستنكار قائلا

=انا مش فاهمك ياسيف …انت عايز مين فيهم قمر ولا همس…ولا عايز تضرب الاتنين ببعض.

تنهد شادي قائلا

=الاتنين .. انت بتقول ايه يا بابا …كل ما في الامر ان مش حابب ابن اخوك لهمس.

طأطأ ضياء راسه بخبث فهو يفهم ابنه جيدا فقال له

=طب هنعمل ايه بقا في المصيبه اللي انت قلت عليها دلوقتي….ده لو تخمينك صح …ساعاتها قمر مش هتكون تحت طوعنا ابدا.

مسح شادي علي وجهه من الغيظ قائلا

=قولتلك ميت مرة يا بابا…مش عايز قمر تدخل في وسط الحوارات دي …مش هسمح تكون مراتي في وسط دايرة مشبوهه.

تنهد ضياء قائلا

=انا فاهمك كويس…انت عايز مراتك تكون نسخه من امك …بس عايز اقولك علي حاجه قمر طلعت ولا نزلت فهي بنت غصون مش بنت ساميه امك ولا هتكون زى وديعه اختك في يوم من الايام.

شادي بتوجس

=طب والعمل…هيا مأجله موضوع الجواز …وخايف ان جدي فعلا يعمل اللي انا حاسس بيه.

لمعت فكرة خبيثه في عقل ضياء فكرة نفذها قديما مع زوجته ساميه ونجحت بالفعل وتزوجته رغما عنها فقال لابنه

=متخافش انا عندي الحل…انت بتسهر مع قمر كتير…مفيش مانع في اول سهرة بينكم بعد قعدتنا دي تحطلها حاجه في العصير بتاعها.

اسرع شادي بالرفض قائلا

=ولا عمرها هتحصل …انا لا يمكن اعمل كده…انا صحيح وحش بس مش للدرجه دي.

اغتاظ ضياء من رده فعله قائلا

=ان شاء الله مش هيحصل حاجه…انت بس هتوهمها انه حصل ما بينكم شئ…ولازم تتجوزوا بسرعه.

فرج شادي شفتيه ببلاهه قائلا

=مش ممكن…انت فكرت في الفكرة دي ازاي…ده ابليس نفسه مايفكرش زيك كده.

ابتسم ضياء بشر وقال

=دي فكرة واحد صاحبي…عملها مع واحده وكانت مخطوبه كمان…فسخت خطوبتها واتجوزته واكتشفت كذبته بس عادي اهي عايشه .

نهض شادي لينفذ تخطيط ضياء فذهب الي قمر لاصطحابها كالعاده في سهراته غافلا عن اوامر الحاج غالب بعدم السهر ليلا لهم …دلف الي الحديقه وجدها تجلس علي الارجوحه مغمضه العينين تستمع الي اغنيه تعشقها كثيرا منذ زمن بعيد …مشي علي اطراف اصابعه ووضع يده علي عينيها من الخلف قائلا

=انا مين…ولا اقولك قديمه دي يا قمر …ايه رايك تقوليلي هنسهر فين النهارده.

علمت قمر انه شادي فازاحت يده بلطف من فوق عينها وقالت

=للاسف يا شادي…جدي منع السهر…اسهر معانا هنا بقا وخلاص.

ليتسمر شادي بغيظ قائلا

=ليه ان شاء الله …ما احنا كنا بنسهر براحتنا…ولا علشان حفيده رجع يبقا خلاص احنا نتربط في البيت جمبه مش كفايه المصنع.

اغمضت قمر عينها بصعوبه من كثرة التفكير وقالت

=خلاص بقي يا شادي…ماجتش من السهر…نسهر هنا وخلاص.

اقترب منها شادي وقال

=بس هنا مش هنكون علي راحتنا…انا كنت ناوى اسهرك النهارده سهرة العمر…واعملك كل اللي نفسك فيه.

فمر بخوف من اسلوب شادي

=شادي …انت مالك النهارده…مش علي بعضك ليه هو في حاجه وانا معرفهاش.

ابتسم شادي وقال

=في يا قمر…في ان انا خلاص عايز اخطبك من جدي بقا…هستني لحد امتي انا زهقت.

همست قمر في نفسها وقالت

=وبعدين بقا…ارد عليه واقوله ايه…انا تعبت.

ارتفع نبرة صوت شادي قائلا

=ماكنتش اعرف ان الموضوع صعب كده…هو في ايه يا قمر…انتي متغيرة من ناحيتي ليه بقالك فترة ايه اللي شاغل مخك بالظبط فهميني.

اشتعلت النيران في جسد قمر قائله

=في ان عرفت حاجه تخص الماضي بتاع العيله…ولازم اتاكد منها الاول…وماتحاولش تسألني ايه هي الحاجه دي لاني مش هريحك.

حاول شادي تهدئه اعصابه حتي لا تنفلت قمر من بين يديه فاقترب منها ومسح علي شعرها بحنان قائلا

=مش ها سألك يا قمر…وبراحتك علي الاخر…اهم حاجه انك بتحبيني وهتتجوزيني في الاخر.

ليدلف في هذا الوقت غيث ويستمع الي حديث شادي ليتذمر بشراسه قائلا

=قمرررر مششش بتتتحبك…ومششش هتتتجوززك…قمررر بتكذذب عليييك….هيبيي قااالتللسي كددده.

نظر له شادي بغيظ قائلا

=ايه اللي انت بتقوله ده…انت اتجننت…ده انا هموتك بايدي النهارده.

جحظت عيون قمر واتجهت نحو شادي تزيحه من فوق جسد غيث وتهتف بحنق قائله

=ايوه انا قلتله اني مابحبكش ولا هاتجوزك…وهو مش مجنون ممنوع تقوله كده…انت ايه ماعندكش قلب هتموته علشان قال كده.

تعلق غيث وتشبث بكنزة قمر وقال لها

=بلللاش تتتجوززيه…هووو مششش بييحببك…هو عاااامل زىىى ابووه.

نظرت قمر الي شادي وقالت

=ماتخافش يا غيث…مش هتجوزه…مينفعش الواحده تتجوز واحد قاسي ومتهور وعصبي كده.

همس شادي في نفسه وقال

=بقي كده يا قمر…ماااشي…يبقي لازم انفذ خطه ابويا حتي لو هنا في البيت وتبقي فضيحتك بجلاجل.

غيث بهستيريا

=اامشييي …اطلللع بررااا…بيييتي انااا وقمررر.

ضحك شادي ضحكه رنانه وقال

=بيتك….ههههه ما بقاش غير الاهبل …اللي يبقاله بيت.

اجلست قمر غيث وتوجهت نحو شادي بشده وابعدته الي باب الفيلا قائله

=امشي بقا…انت زودتها كتير…ده واحد مريض ولو جدي عرف اللي انت عملته فيه الامور هتزيد سوء ومش هتعرف تتجوزني.

شادي بفظاظه

=كل العنف ده …علشان غيث الاهبل…نسيتي كنتي بتتمني ابصلك ازاي.

قمر برزانه

=شادي…لو انت فعلا بتحبني وعايز تتجوزني…حاول ماتقربش من غيث الفترة الجايه لان غيث خط احمر لجدي ممكن يهد الدنيا علشانه.

ابتسم شادي بسخريه وقال

=وفرصه برضه لما ابعد…تتجوزيه انتي…مش كده برضه يا ست الحسن.

اخفضت قمر من صوتها وقالت

=واتجوزه…يا بني انت بتجيب الخيالات دي منين…ده انسان مريض لازم نقف كلنا جمبه مش نهاجمه زيك.

ارتفع صوت شادي قائلا

=عارفه انتي بقيتي شبه مين…بقيتي شبه امك…في لوعها ومرواغتها وكدبها.

اشتعلت اعين قمر من الغيظ وقالت

=ازاي تتكلم عن امي بالشكل ده…مش دي مامتي اللي بتحبها …انت ازاي كده.

نظر لها من رأسها الي اسفل قدميها وتركها ورحل لتفيق من الصدمه علي صوت غيث يناديها قائلا

=قمررر…تعااالييي…انااا عااايزك.

لتركض له قمر بكل حواسها قائله

=اللي حصل من شويه هنا يا غيث…سر بينا …ماتقولوش لجدي لو ليا خاطر عندك.

ارتفعت انظار غيث الي عيون قمر البنيه ليثبت نظره بها قائلا

=موووافق …بسسس بشررررط…يااا قمرررر.

اخذت قمر ووضعت ذراعها في ذراعه لتتمشي في الحديقه قائله

=بشرط امممم…واضح انك مش سهل يا غيث…عموما اشرط يا غيث وانا موافقه يا سيدي علي الشرط من غير ما اسمعه.

وقف غيث قائلا بحب

=مششش تزززعلللي مننني…بسسس اناااا عااايزك…تحبيييني اناااا….وتتجوززززيني اناااا يااااا قمرررررر زمااانييي.

التفتت اليه قمر بسرعه وجحظت بعينيها لدرجه انا شعرت ان الارض تنساب من تحت قدميها مما سمعته من غيث.

وقالت

=بص يا غيث ومتزعلش مني…أنا مش عايزة اتجوز خالص…ولو هتجوز مش هتجوزك انت…ولو فرضا رضيت واتجوزتك هيبقا مش دلوقتي خالص

دمعت عين غيث وقال بحزن

=علشاااان اناااا اهبلللل صحح…انتيييي قااااسيه زيهم….فكرررتك أحسسسن منهم….بسسس أمييي صححح…انتيييي بنتتت الشرييييرة …ابعدددي عنيييي

ارتفعت عين قمر اليه وهتفت بصوت مبحوح

=كده يا غيث …وأنا قلت انك هتفهمني…من مصلحتي ومصلحتك لو هنتجوز…اني مش أستغلك وأتجوزك بحالتك دي..أساعدك انك تخف…مش يمكن لما تخف انت بنفسك مترضاش تتجوزني…بس معلش يا غيث الظاهر ان انت اللي زيهم …محدش قادر يفهمي.. عن اذنك.

وتركته يتخبط أكثر وأكثر ويعض علي أصابعه مثل الطفل الصغير الذي أغضب أمه..زأما عنها فدخلت غرفتها وظلت تطرق برأسها في الحيط تود أن تشقها وتدخل فيها لتختفي تماما.

أما عنه فصعد الي غرفه ضحي يسرد عليه ما حدث لتؤكد له ان كلامها عن غصون وبناتها صحيح وعليه تجنبهم تماما حتي يستعيد كل حقوقه منهم وعند شفائه لا بد له من الثأر من الجميع والمطالبه بتعويض عن سنين الحرمان الذي عاناها هو وأمه في الغربه

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية غرام الصقرالفصل الرابع عشر 14 بقلم امنيه ابراهيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى